كتابة خطة في التعبير الكتابي

يعتمد التعبير الكتابي على روافد تتمثل في النشاطات المتناولة على اختلافها: اللغة العربية بكل نشاطاتها، التربية الإسلامية، التربية المدنية ... حتى التربية البدنية ... فكل ما تناقشينه مع متعلميك هو مخزون يحتاجه المتعلم في لحظة نشاط الإدماج (التعبير على الخصوص الكتابي ...)
كما أن المعلم أمام نوعين من التعبير في المرحلة الابتدائية:
أولا: التعبير الموجه: وهذا بدفع المتعلم إلى التعبير انطلاقا من سند (صورة، مشهد، نص، طرح فكرة خلاقة ...) ولكن بتوجيه منك حيث يبقى المتعلم في إطار تعبيري مخطط له مسبقا ... ويكون في الغالب بشكل نقاش متبادل بينكما ... يثريه المتعلم بأفكاره البسيطة دون الخروج عن أفكار محددة مسبقا.
ثانيا: التعبير الحر: وهذا في الغالب يكون باقتراح السند لتعطى الحرية التامة للمتعلم في ممارسة أفكاره المشاهدة أو المتعلقة بالسند وصولا إلى التحرر من إطار السند ليمارس فن التخيل مستوردا وضعيات تمس الموضوع المقترح بشكل مباشر أو غير مباشر ... وهذا يجنح إليه المعلم في حالة تأكده من مستوى متعلميه العالي ... علما أنه ليس بالمستحيل بل وكثيرا ما ينجح حين يكون المعلم واثقا في قدرات متعلميه.
أما عن الممارسة التعبيرية التحريرية فتعتمد كلية على:
1- الاختيار السليم للموضوع .. فكلما كان الموضوع أكثر اتصالا بواقع المتعلم كان أفضلا
2- الحرص على كون الموضوع ذو روافد ضمن نشاطات المتعلم ...
3- نجاح المتعلم في ممارسة فعل القراءة بشكل ممتاز يساعده كثيرا على سهولة التحرير ... وأعني بذلك القدرة على فهم المسموع بمستويات أفضل؛ يتأتى ذلك بتشجيع المتعلم على نقد أفكار النص وعدم التقيد بإطاره ليشعر المتعلم بقدرة توسعة حدود النص إلى أفكار جديدة لم يُتطرق إليها ... بل وإلى حدود غير متوقعة.
وبالتالي ندرك من خلال ما سبق كم للتعبير الشفاهي التواصلي من فائدة عالية في التحول إلى الفعل الكتابي ... مستعينا المتعلم بالقراءة والمطالعة استزادة في توسيع أفكاره فالنحو لضبط التراكيب داخل الجملة؛ الكلمة مع الكلمة تأكيدا على فهم المسند والمسند إليه بمعنى مبسط تأثير تموضع الكلمة على أختها الكلمة سابقة كانت أو لاحقة ... مدرجا الإملاء المساعد بشدة على حسن رسم الكلمات ...
والآن سيدتي الكريمة سألقي بخطة كنت أتبعها في التحضير للممارسة الكتابية آتت أكلها، أمارسها خلال أسبوع:
1- أستغل حصة التعبير الشفاهي (الأحد) تحضيرا للتعبير الكتابي باختيار موضوع ذو انتشار واسع في واقع المتعلم يتصل بنص القراءة إن أمكن ذلك ...
2- أحرص على كتابة بعض الأفكار الجذابة على السبورة والتي يقترحها المتعلمين أثناء التعبير الشفاهي ...
3- إعطاء الحرية في شكل تنافسي على من يأتي بجديد في الموضوع المطروق ...
4- من جهتي ... أفضل دائما في حصص التعبير الشفاهي أن أعطي حرية تموضع المتعلمين أثناء الحديث حيث أسمح بجلوس أحبائي الأطفال مع بعضهم، لأختار مكانا بينهم فنناقش فيما بيننا الموضوع في جوي أسري كل واحد يحترم رأي الآخر يضيف إليه أو ينتقده، وأحيانا نجتمع في ساحة المدرسة نتحادث جلوسا أو قياما حين تكون الأجواء سانحة، بالطبع بعد أخذ إذن مدير المؤسسة ومع تعوده أصبح الأمر عاديا ...
5- يبقى موضوع التعبير المنتظر كتابته موضوعا حاضرا خلال الأسبوع متى سنحت الفرصة في أي نشاط كان لنذكر بالأفكار التي من الممكن أن تكون عملية فيه ... أو التنبيه إلى أن الفكرة الجديدة تخدم الموضوع المنتظر تحريره، مع تشويق المتعلمين إلى حصة التحرير وكأنها حدث بارز خلال الأسبوع ... لتصبح بالنسبة للمتعلم إثبات ذات بدلا من واجب لابد من القيام به ...
6- يفضل برمجة حصة التعبير الكتابي يوم الثلاثاء وذلك للحصول على الوقت الكافي لتصحيح نتاجات المتعلمين بشيء من الجدية، ولا ضير في كونها يوم الأربعاء ...
7- من الأفضل أن يحرر المتعلم موضوعه على ورقة مزدوجة يراعى عليها التنظيم وحسن الكتابة كما أنها تسمح للمعلم بأخذها إلى بيته وتحري تصحيحها ...
8- تجنب الملاحظات المحبطة والسلبية كـ: (موضوع سيء، ضعيف)، (ناقص)، (حسن مستواك)، (مازلت ناقصا)، (أخطاؤك كثيرة ...) والاستعاضة بـ: (يمكن أن تعبر أفضل)، (استغل قدراتك يا ولدي)، (ما بك يا سي ... انتظرت منك الأفضل في المرة القادمة لتسعدني )، (ممتاز تعجبني أفكارك ... ) ... فالملاحظة المشجعة في نفسية المتعلم لها أساس يؤدي آجلا أو عاجلا لصناعة بناء سليم ...
9- يتم التصحيح بالتركيز على ما تم ممارسته من تعلمات مع المتعلم ... علما أن حصة التصحيح ملك للمتعلم فيها البعض يمارس فعل الاستذكار والبعض الآخر التفكير، والبعض الآخر اعادة ترتيب معلوماته ... لذا فأنت سيدتي موقفك يقتصر على التوجيه ...
10- من الأفضل التعود على الاكتفاء بالملاحظة البناءة بدلا من الأحكام المعيارية (النقطة) ... لأنها في الأساس غير عادلة.
11- في حصة التصحيح يتم الاقتصار على الحالات المؤثرة على بناء تعلمات أخرى مستقبلا، على سبيل المثال: وجود خلط في التفريق بين الاسم والفعل ... فهذا مؤثر جدا مقارنة بصعوبة تمييز أثر دخول إن وأخواتها على الجملة الاسمية ... فهذا الأخير يمكن تجاوزه خلال الممارسة الأسبوعية للتعلمات.
12- تترك مساحة زمنية مقدرة بربع ساعة لقراءة المواضيع المميزة والاحتفاظ بها جانبا مع إدراجها في المجلة الشهرية أو الحائطية ... فأنا شخصيا كنت أعتمد الكثير منها في بناء الامتحانات الفصلية ... بعد إدخال تعديلات طفيفة جدا حتى تبقى ذات أثر في نفس المتعلم مع ذكر اسمه في آخر الموضوع.
13- لا تيأسي زميلتي المعلمة، لا تيأس زميلي المعلم في أن الوضع لا يجدي ... ستأتي اللحظة بالتدريج ودون شعور منك وفي أقل جهد ستظهر الثمرة الطيبة جراء الإخلاص ...
إذن ... هذه ترجمة لممارساتي مع أحبائي الأطفال ... نفعتني جدا وقد لا تناسب الكثير .. لكن هي ملاذي الذي أعانني بشدة على الأقل في شوق المتعلم لحصة التعبير ...