تركت الدراسة ووالدتها غير راضية
الثلاثاء 01 يناير 2013, 6:37 pm
تركت الدراسة ووالدتها غير راضية
س: امرأة تقول تركت الدراسة ووالدتي غير راضية، هل أكون آثمة؟
ج: الدارسة فيها خير عظيم وفائدة كبيرة، والواجب على المسلم والمسلمة التعلم والتفقه في الدين. لأنه يجب على المسلم أن يتفقه في دينه ويتعلم ما لا يسعه جهله.
ومن أسباب السعادة: التفقه في الدين، كما قال عليه الصلاة والسلام: ((من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين)) فمن علامات الخير والسعادة: التفقه في دين الله، والتفقه في الشريعة حتى يعرف المسلم ما يجب عليه وما يحرم عليه، فيعبد الله على بصيرة، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له به طريقا إلى الجنة)).
فالواجب عليك التعلم والتفقه في الدين إذا تيسر ذلك في مدارس إسلامية طيبة أمينة، وإذا أكدت عليك أمك فهذا مما يوجب عليك مزيد العناية والحرص على التفقه في الدين؛ لأن طاعة الوالدين مما يزيد لك الخير والمصلحة العاجلة والآجلة، فلا ينبغي منك أن تعصيها في ذلك، إلا أن تكون المدرسة فيها اختلاط، أو فيها أمور أخرى تضرك في دينك، فالواجب عليك والحال ما ذكر ترك الدراسة، ولو لم ترض أمك أو أبوك؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: ((إنما الطاعة في المعروف)) وقال صلى الله عليه وسلم: ((لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق)).
وفق الله الجميع، وصلى الله على محمد، وآله وصحبه أجمعين.
كراهة فتاة لأمها بسبب عيشها مع والدها بعد طلاق أمها
س: فتاة تكره أمها كراهة شديدة، والأم لا تعرف ذلك، وهذه الفتاة عاشت بعيدة عن أمها مع والدها ولم ترها إلا في الكبر بسبب طلاق الأم لظروف عائلية، مع العلم أنها تقدم لأمها الهدايا وقد سألت بعض العلماء، فقالوا: إن ميل القلوب لا يحاسب عليه الرب فما رأيكم؟
ج: لا ريب أن القلوب بيد الله عز وجل يصرفها كيف يشاء سبحانه وتعالى، فالمحبة والكراهة أمران بيد الله عز وجل، لكن لهما أسباب، فإذا كانت الوالدة ذات عطف على البنت وعناية بشئونها فإن هذا من أسباب المحبة.
وإذا كانت الوالدة ليست كذلك عندها إعراض عن البنت وعدم اكتراث بها، أو طالت غيبتها عنها- كما هو حال السائلة- فإن هذا قد يسبب شيئا من الكراهة والجفوة. والواجب على الفتاة المذكورة تقوى الله في ذلك، وأن تحرص على صلة أمها والإحسان إليها، والكلام الطيب معها في جميع الأحوال، وأن تسأل ربها بأن يشرح صدرها لمحبة والدتها، فإن حق الوالدة عظيم، فإن لم تستطع ذلك فالأمر بيد الله ولا يضرها ذلك. ولهذا كان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم: ((اللهم يا مقلب القلوب، ثبت قلوبنا على دينك، ويا مصرف القلوب، صرف قلبي على طاعتك)) فالقلوب بيد الله عز وجل، وهو يقلبها كيف يشاء سبحانه. فالواجب أن تضرع البنت المذكورة إلى الله سبحانه، وتسأله أن
يشرح صدرها لمحبة أمها والقيام بحقها كما شرع الله. وعليها أن تفعل ما تستطيع من البر والصلة والهدايا، وغير ذلك من أنواع البر، فإذا صدقت في ذلك هيأ الله لها كل خير، يقول الله عز وجل: ﴿فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ﴾( ) ويقول سبحانه: ﴿لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلا وُسْعَهَا﴾( ).
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى